أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (٤) مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٥) وَمَنْ جاهَدَ
____________________________________
يتحقق بتحقق المعلوم الفعلي.
[٥] لقد كان ذلك للمؤمنين ، أما الكافرون ، فإن موقفنا معهم أشدّ (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) «أم» منقطعة ، أي : هل حسب وظن العاملون بالمحرمات (أَنْ يَسْبِقُونا) أي يفوتوننا ، فلا نلحقهم تشبيه بمن يلحق المجرم الذي فرّ ، وقد سبقه في الفرار حتى لم يلحق به ، إن من أجرم بالنسبة إلى أوامر الله ، لا يفوت الله ، بل يدركه الطلب وإن فرّ إلى كهوف الجبال (ساءَ ما يَحْكُمُونَ) أي ساء الحكم حكمهم ، الذي حكموا حسب ظنهم بأنّا لا ندركهم ولا ننتقم منهم ، فالله سبحانه يمتحن ، ومن رسب في الامتحان يدركه وينتقم منه ، فليخش الناس مؤمنهم وكافرهم ، وبرهم وفاجرهم من عقاب الله سبحانه.
[٦] أما من آمن ونجح في الامتحان فليطمئن بنصر الله (مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ) أي يأمل ثوابه سبحانه ، بأن آمن وعمل صالحا ، فإنه هو الذي يرجو ، أما غيره فقوله أنا راج ، كذب ، لأنه من قبيل من لم يبذر ويقول أنا راج ريع زرعي (فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ) أي الوقت الذي وقّته الله للقائه وثوابه ـ والإضافة لأدنى مناسبة ـ (لَآتٍ) أي يأتي قطعا ، فلا خلف في وعده (وَهُوَ السَّمِيعُ) لأقوال عباده (الْعَلِيمُ) بأعمالهم ونياتهم ، فيكون جزائه عادلا لا ظلم فيه.
[٧](وَمَنْ جاهَدَ) الشيطان ونفسه والأعداء ، وهو مشتق من «جهد» بمعنى