الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (٣)
____________________________________
[٢](الم) «ألف» و «لام» و «ميم» من أمثالها تركّب سور القرآن ، تركيبا يوجب الإعجاز حتى لا يتمكن البشر من الإتيان بمثلها ، أو التقدير : هذه «الم» فهو خبر مبتدأ محذوف ، وقد تقدم التلميح إلى بعض الأقوال في «مقطعات السور» معنى ، وإعرابا.
[٣](أَحَسِبَ النَّاسُ) أي هل ظن الناس (أَنْ يُتْرَكُوا) في أمن وراحة ، مجرد (أَنْ يَقُولُوا : آمَنَّا) ثم تدرّ عليهم الخيرات والبركات ويسعدوا في الآخرة والأولى (وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) أي لا يمتحنون بأنواع الشدائد ، في طريق الإيمان ، حتى يميز بين الصادق والكاذب ، والمجاهد والقاعد؟ هل ظنوا ذلك؟ إنهم أخطئوا إن ظنوا إن مجرد التلفظ بالإيمان كاف في نيل السعادة.
[٤] وكيف يقتنع عنهم بمجرد التلفظ بالإيمان (وَ) الحال إنا (لَقَدْ فَتَنَّا) وامتحنا (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من المؤمنين الذين أظهروا الإيمان ، في الأمم السابقة ، امتحانهم بأنواع الشدائد والمحن ، فكيف نترك هؤلاء بلا امتحان؟ (فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ) أي يمتحن ليعلم بالتأكيد (الَّذِينَ صَدَقُوا) في إيمانهم حتى أنه لا يزول بالمصائب والمحن (وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ) الذين كذبوا في دعوى الإيمان ، بل كان لقلقة لسان ، والمراد بالعلم تعلق العلم بالمعلوم بوقوعه في الخارج ، فإنه يقال «علم» لمن جهل ثم علم ، كما يقال : «علم» لمن علم ولكن لم يكن معلومه خارجيا ثم أوجد المعلوم في الخارج ، فإنّ العلم الفعلي إنما