فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ (٦٦) فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (٦٧) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ
____________________________________
[٦٧](فَعَمِيَتْ) أي اختفت كالأعمى الذي يختفي عليه الطريق (عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ) أي الأخبار ، يعني صارت الأخبار كالعميان الذين لا يهتدون (يَوْمَئِذٍ) أي يوم القيامة ، حتى أنهم لا يدرون ماذا يقولون في جوابه سبحانه إن قالوا الصدق عوقبوا ، وإن قالوا الكذب فضحوا؟ (فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ) أي لا يسأل بعضهم بعضا عن الجواب المنجي ، إذ الإنسان المحسن يأتي بالجواب ، والشاك يتساءل ، أما المجرم الذي يعلم أن جرمه لا يخفى ، وأن إقراره فضيحة ، فهو لا يجيب ولا يتساءل عن زملائه كيف يجيب؟.
[٦٨] هكذا حال المكذبين ، رؤساء وأتباعا (فَأَمَّا) غيرهم ف (مَنْ تابَ) عن الكفر والعصيان (وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) أي عملا صالحا ، بأن أطاع (فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) أي لعله يكون فائزا ، وإنما جيء ب «عسى» لأن المؤمن العامل بالصالحات ، لا يدري هل يبقى على الإيمان ، أم تكون عاقبة أمره خسرا.
[٦٩] وقد تقدم أن الكفار كانوا يقولون إن نتبع الهدى نتخطف من أرضنا ، فهل لهم أن يختاروا طريق الأمن والسعادة ، في الدنيا أو في الآخرة؟ كلا! إن الاختيار لله وحده ، كما أنه ليس للكفار أن يختاروا قادة ضلّالا ، فإن اختيار القادة بيد الله ، وبأمره تنصب الرؤساء للدين والدنيا ، كما أن جميع النعم منه ، فله كل حمد (وَرَبُّكَ) يا رسول الله (يَخْلُقُ ما يَشاءُ) وهذا تمهيد لقوله (وَيَخْتارُ) فإن من له الخلق هو