ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٨) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (٦٩) وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٧٠)
____________________________________
الذي له الاختيار ، إذ كيف يمكن أن يخلق ويملك شخص ، ويكون الاختيار بيد غيره؟ (ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) أي ليس للكفار أن يختاروا لأنفسهم ، كما كانوا يختارون الكفر خوفا من الاختطاف ، والخيرة ، اسم من الاختيار ، أقيم مقام المصدر (سُبْحانَ اللهِ) أي أنزه الله تنزيها عن أن يكون أعطى الاختيار بيد الناس ، حتى يعملوا كيفما يشاءون (وَتَعالى) أي ترفع ، والمعنى أنه أرفع (عَمَّا يُشْرِكُونَ) فليست الأصنام شركاء له سبحانه ، وليس لهم أن يختاروها آلهة.
[٧٠](وَرَبُّكَ) يا رسول الله (يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ) فهو الخالق الذي يختار العالم بالضمائر (وَما يُعْلِنُونَ) أي ما يخفون وما يعلنون.
[٧١](وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فلا شريك له في خلق أو اختيار أو علم بما في الكون (لَهُ الْحَمْدُ) أي أنه هو المستحق الوحيد للحمد ، إذ جميع النعم منه (فِي الْأُولى) أي الدنيا (وَالْآخِرَةِ) لأن خيراتهما بيده لا بيد من سواه فيستحق بعض الحمد (وَلَهُ الْحُكْمُ) أن يحكم ويشرع ما يشاء (وَإِلَيْهِ) أي إلى جزائه (تُرْجَعُونَ) أيها البشر ، بعد الموت ، فكيف يتخذ غيره مما لا ميزة من هذه الميزات له إلها يعبد ، وشريكا له في الألوهية؟.
[٧٢] ثم ألفت السياق إلى جملة من الآيات الكونية التي يذعن الكفار أنها