رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ (٦٣) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ (٦٤) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (٦٥)
____________________________________
(رَبَّنا هؤُلاءِ) أتباعنا (الَّذِينَ أَغْوَيْنا) هم عن الطريق وأضللناهم (أَغْوَيْناهُمْ) لا بقسر منا ، بل (كَما غَوَيْنا) نحن بلا قسر أحد فليس تبعة أعمالهم علينا (تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ) منهم ومن أفعالهم (ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ) فهؤلاء ليسوا عبّادا لنا ، وعلينا تبعتهم ، بل عبدوا الشياطين وأطاعوهم فلا قسرناهم ، ولا عبدونا ، ولذا لا نتحمل تبعة أعمالهم.
[٦٥](وَقِيلَ) والقائل من جانب الله سبحانه (ادْعُوا) أيها الأتباع (شُرَكاءَكُمْ) أي الأصنام والقادة الذين جعلتموهم لله سبحانه شركاء ، حتى ينجوكم من العذاب ، وإنما أضيف الشركاء إليهم ، لما تقرر من أنه يكفي في الإضافة أدنى ملابسة (فَدَعَوْهُمْ) وتضرعوا إليهم حتى ينجوهم من العذاب (فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا) أي المتبوعين (لَهُمْ) أي للأتباع (وَرَأَوُا الْعَذابَ) بعد ما لم يجدوا ناصرا وشافعا (لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ) في الدنيا ، لم يروا العذاب ، أو هو حكاية كلامهم هناك ، فإن المستلزم من عمل وقد فات الأوان يقول : لو إني فعلت كذا ، أي لم أقع في هذا المحذور.
[٦٦](وَ) اذكر يا رسول الله (يَوْمَ يُنادِيهِمْ) أي ينادي الله الكفار (فَيَقُولُ) لهم (ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) أي ما كان جوابكم للذين أرسلوا إليكم من النبيين؟.