ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (٢٤) فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ
____________________________________
حتى شربت من الحوض ، مع مواشي الناس (ثُمَّ تَوَلَّى) أي أعرض ورجع (إِلَى الظِّلِ) من حر الشمس ، وجلس تحته وهو متعب جائع (فَقالَ) يا (رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) أي إني فقير محتاج لما تنزله إلي من أقسام الخير ، الطعام والمأوى والكنف المطمئن ، فقوله ، «لما» متعلق بقوله «فقير» و «من خير» للعموم ، لأن الإنسان الغريب الفقير الخائف يريد كل شيء ليهنأ ويستريح.
[٢٦] وقد كانت البنتان ترجعان كل يوم بعد مدة ، وقد رجعتا اليوم قبل الموعد المقرر ، فتعجب أبوهما من ذلك وسأل السبب؟ فأخبرتاه بقصة موسى عليهالسلام فقال لإحداهما علي به (فَجاءَتْهُ) أي جاءت إلى موسى (إِحْداهُما) وفي بعض التفاسير أنها الكبرى (تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ) أي مستحية كما هي عادة النساء الخفرات إذا أردن الذهاب إلى رجل أجنبي للتكلم معه أو معاملته أو نحوهما ، ولما وصلت إلى موسى (قالَتْ) له (إِنَّ أَبِي) شعيب (يَدْعُوكَ) أن تأتي إليه (لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا) أي ليعطيك جزاء سقيك لأغنامنا ، وذهب موسى معهما (فَلَمَّا جاءَهُ) أي جاء موسى إلى شعيب (وَقَصَ) موسى عليهالسلام (عَلَيْهِ) أي على شعيب (الْقَصَصَ) التي سبقت له من قتل القبطي وفراره من القوم لما أرادوا قتله وسائر أحواله في مصر (قالَ) شعيب له (لا تَخَفْ) بعد هذا ، فقد (نَجَوْتَ) وتخلصت (مِنَ الْقَوْمِ