وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ (٢٣) فَسَقى لَهُما
____________________________________
والهلاك ، وكان هذا دعاء منه بلفظ الخبر.
[٢٤] وطوي الليل والنهار حتى اقترب من المدينة (وَلَمَّا وَرَدَ) وصل موسى عليهالسلام (ماءَ مَدْيَنَ) بئر كانت لهم يستقون منها أنعامهم ومواشيهم (وَجَدَ عَلَيْهِ) أي على الماء (أُمَّةً) جماعة (مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ) أنعامهم ومواشيهم ، وحذف مفعول السقي لأنه لا حاجة إليه في موضوع الكلام (وَوَجَدَ) موسى عليهالسلام (مِنْ دُونِهِمُ) أي من خلفهم (امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ) ذاد بمعنى منع ، أي تمنعان أغنامهما عن الورود على الحوض فقد كرهتا الاشتراك مع الرجال ، وأن تختلط مواشيهما بمواشي القوم ، فكانتا تنتظران أن يذهب القوم ثم تسقيان الأغنام (قالَ) موسى عليهالسلام لهما (ما خَطْبُكُما) أي ما شأنكما وما العلة في عدم إسقاء أغنامكما مع القوم؟ (قالَتا لا نَسْقِي) عند المزاحمة مع الرجال (حَتَّى يُصْدِرَ) من أصدر إذا رجعت عن الماء ماشيتهم (الرِّعاءُ) جمع راع ، وهو الذي يرعى الماشية ، أي ننتظر حتى يرجع الرعاة مواشيهم ، فيبقى فضول الماء في الحوض ، فنسقي أغنامنا ، ثم اعتذرتا عن إتيانهما وهما امرأتان قائلتين (وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ) لا يطيق أن يخرج ويتولى السقي بنفسه ، ولذا نحن نقوم مقامه.
[٢٥](فَسَقى) موسى عليهالسلام الغنم (لَهُما) أي لأجلهما ، بأن ساق الغنم