يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (٢٠) فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢١) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ (٢٢)
____________________________________
أي آخرها (يَسْعى) أي يسرع ليصل إلى موسى لئلّا يلحقه القبض قبل إعلامه بالواقعة (قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ) أي الأشراف ، وهم فرعون وحاشيته (يَأْتَمِرُونَ بِكَ) أي يتشاورون فيك ، ويأمر بعضهم بعضا (لِيَقْتُلُوكَ) قصاصا (فَاخْرُجْ) من هذه المدينة (إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) وكأن الله سبحانه شاء ذلك لموسى حتى ينضج ، فإن الرئيس يحتاج إلى أكبر قدر من النضج حتى يتمكن من إدارة الأمة.
[٢٢](فَخَرَجَ) موسى عليهالسلام (مِنْها) من مصر (خائِفاً) عن أن يلحقه الطلب (يَتَرَقَّبُ) خلفه هل يأتي ورائه أحد أم لا ، من المراقبة وهي ملاحظة الأمر لئلا يقع ما يحذره الإنسان (قالَ) ضارعا إلى الله سبحانه يا (رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والعصيان ، وهم فرعون وآله.
[٢٣](وَلَمَّا تَوَجَّهَ) موسى عليهالسلام (تِلْقاءَ) أي حذاء ومقابل (مَدْيَنَ) أي صرف وجهه نحو «مدين» شعيب وهي مدينة سميت باسم أول من مدّنها وهو «مدين بن إبراهيم» ولم تكن تلك المدينة تحت سلطان فرعون وكان بينها وبين مصر ثلاثة أيام ـ كما ورد ـ (قالَ عَسى رَبِّي) أي لعل الله سبحانه (أَنْ يَهْدِيَنِي) ويرشدني (سَواءَ السَّبِيلِ) أي الطريق المستوي الموصل إلى المقصد ، بأن لا أضل حيث المتاهة