مُبِينٌ (١٨) فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (١٩) وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ
____________________________________
لا يحمد عقباه ، لأنه يخسر الدنيا (مُبِينٌ) أي ظاهر الغواية.
[٢٠] واستعد موسى لتلبية الطلب وأن ينصر الاسرائيلي على القبطي (فَلَمَّا أَنْ أَرادَ) موسى عليهالسلام (أَنْ يَبْطِشَ) بالضرب (بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما) أي بالقبطي الذي هو عدو لموسى وللاسرائيلي ، ظن الاسرائيلي أن موسى يريد أن يبطش به ، لا بالقبطي ، حيث سبق منه أن قال «إنك لغوي» (قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ) حيث قتلت ذلك القبطي؟ قاله على نحو الاستفهام الإنكاري ، ومن المحتمل إن هذا قول القبطي حيث اشتهر الخبر وعرف أن موسى هو قاتل القبطي (إِنْ تُرِيدُ) أي ما تريد (إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً) وهو الظالم ، وسمي جبارا ، لأنه يجبر الناس على المكروه (فِي الْأَرْضِ) كأن الإتيان بهذا اللفظ هنا لزيادة التشنيع ، فليس جبارا في مدينة ، أو محل خاص ، وإنما جبارا في الأرض (وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ) يا موسى (مِنَ الْمُصْلِحِينَ) الذين يصلحون بين الناس ، وهذا تأكيد للجملة السابقة ، فتلك عقد إيجابي وهذا عقد سلبي.
[٢١] وإذ قد انتشر خبر قتل موسى رجلا من القبط ائتمر فرعون برجاله وقرروا قتل موسى قصاصا لما فعل (وَجاءَ رَجُلٌ) قد ورد أنه كان خازن فرعون وكان مؤمنا بموسى يكتم إيمانه تقية (مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ)