وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٤) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ
____________________________________
هكذا ، فإن الله سبحانه لا يخلف الميعاد.
[١٥] وكبر موسى عليهالسلام في بيت فرعون يختلف إلى أمه فتفرح به (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) وقد ورد عن الصادق عليهالسلام : إن المراد بلوغه ثمانية عشر سنة (١) (وَاسْتَوى) أي اعتدل قوامه (آتَيْناهُ) أي أعطيناه (حُكْماً) بأن يحكم الناس ، فإن منصب الحكم خاص بالله سبحانه لا يجوز لأحد أن يستقل به إلا بإذنه سبحانه (وَعِلْماً) أي علمناه علم الأشياء مما يليق بمقام النبوة (وَكَذلِكَ) أي وكما جازينا موسى لصلاحه بهذا المنصب الخطير كذلك (نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) الذين يحسنون في عقيدتهم وعملهم ، بإعطائهم أجورهم.
[١٦](وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ) أي مدينة من مدائن مصر (عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها) أي في وقت غفلة الناس عن تتبع الأمور وقد ورد أنه كان بين المغرب والعشاء ، فإن في هذه الساعة حيث يسدل الظلام ستاره والناس من حال إلى حال يكونون غافلين ، غير ملتفتين إلى ما يقع (فَوَجَدَ) موسى عليهالسلام (فِيها) أي في تلك المدينة (رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ) أي يختصمان ، ولعل المراد القسم الخاص من الاختصام ، وهو ما يؤدي إلى القتل (هذا) أي أحدهما (مِنْ شِيعَتِهِ) شيعة موسى ، وقد كان إسرائيليا (وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ) أي من جملة أعدائه ـ والمراد بالعدو
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٢٨٤.