فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (١٥) قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ
____________________________________
الجنس ـ فإنه كان قبطيا (فَاسْتَغاثَهُ) أي استغاث واستجار بموسى (الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ) وهو الإسرائيلي (عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) بأن ينصره عليه ويعينه (فَوَكَزَهُ مُوسى) أي دفع القبطي بالوكز وهو اللكم ، بجمع الكف (فَقَضى) موسى (عَلَيْهِ) أي أهلكه وأماته ، ثم (قالَ) موسى عليهالسلام غاضبا على القبطي المقتول (هذا) الاختصام منه للإسرائيلي (مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) فإنه هو الذي أمره بالاختصام فيما لم يكن له الحق ، حتى يؤدي به إلى هذه الحالة (إِنَّهُ) أي الشيطان (عَدُوٌّ) للإنسان (مُضِلٌّ مُبِينٌ) واضح العداء والإضلال ، وقد أضل القبطي حتى سبب له القتل.
[١٧] ولما قتل القبطي خاف من مكر فرعون وأن يقتص منه ، ولذا تضرع إلى الله سبحانه في أن يستر له هذا الأمر حتى لا يؤخذ به عند فرعون (قالَ) موسى عليهالسلام ، مناجيا ، يا (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه ، ومنه يسمى التعدي ظلما ، إذ هو أن يعمل الإنسان ما لا ينبغي ، والمعنى إني وضعت نفسي في غير موضعها حيث جئت إلى هذه المدينة التي سببت لي هذه المشكلة (فَاغْفِرْ لِي) الغفران هو الستر ، ومنه تسمى المغفرة مغفرة لأنها تستر الذنب ، والمعنى فاسترني من كيد فرعون (فَغَفَرَ) الله (لَهُ) بأن ستره عن كيد فرعون ، وإن اطلع عليه ، لكنه لم يتمكن أن يقتص منه (إِنَّهُ) سبحانه (هُوَ