وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ (١٢) فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٣)
____________________________________
موسى أبى أن يقبل ثدي امرأة إطلاقا (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ) جمع مرضعة ، أي منعنا موسى عن الارتضاع من ثديهن ، فلم يكن يميل إليهن ، بل تأبى نفسه من الارتضاع منهن (مِنْ قَبْلُ) أي من قبل أن يؤتى بهن ، وذلك بجعل نفسه أبيّة عنها.
(فَقالَتْ) الأخت وكانت تشاهد القصة (هَلْ أَدُلُّكُمْ) أرشدكم (عَلى أَهْلِ بَيْتٍ) عائلة (يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ) يقبلون أن يرضعوا موسى ويقوموا بخدماته لأجلكم (وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ) أي تلك العائلة ناصحة لموسى لا تدّخر جهدا في القيام بخدماته؟
[١٤] وقد قبل فرعون ذلك وذهبت الأخت إلى الأم وحكت لها القصة وجاءت الأم إلى بيت فرعون ولما أرضعت موسى قبل موسى الثدي بكل إصرار وشوق وسر فرعون وأهله بقبول موسى (فَرَدَدْناهُ) أي أرجعنا موسى (إِلى أُمِّهِ) حسب ما وعدناها (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ)(كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها) أي لأجل أن تسر وتفرح فتقر عينها عن الحركة والاضطراب ـ كما تقدم ـ (وَلا تَحْزَنَ) عليه في مقابل ما سبق منها حيث قال سبحانه (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً)(وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) فقد وفي سبحانه بوعده حيث أرجع إليها ابنها (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ) أي أكثر الناس (لا يَعْلَمُونَ) أن وعد الله حق ، ويظنون أن مواعيده تخلف ، وليس