لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠) وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١١)
____________________________________
لَتُبْدِي بِهِ) و «إن» مخففة ، واسمها محذوف ، أي أنها ـ والمراد أم موسى ـ كادت وقربت أن تظهر للمجتمع قصة ابنها ، كما هو شأن النساء ، إذا فجعن بفقد عزيز ينقلن الأمر للناس ، ليجدن من يساعدهن في الغم والمصيبة (لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها) بأن حفظناه حتى لا يظهر ما فيه من الهم والألم ، ولا تنتقل القصة إلى اللسان لتذيعه في الناس ، وقد شبه قلبها بشيء لا يستقر ، فإذا ربط عليه برباط ، استقر ولم يتحرك (لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فإن إخبارها كان خلاف تصديقها بوعد الله (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) فربطنا على قلبها ، لتكون من المصدقين بوعدنا ، فإن ربط القلب بالثبات والصبر كان سببا لإيمانها ، وإلا فلو اضطرب قلبها وأبدى ما فيه لم تكون مصدقة بالوعد.
[١٢](وَقالَتْ) الأم (لِأُخْتِهِ) أي أخت موسى ، وكانت صغيرة (قُصِّيهِ) أي اتبعي أثر موسى لنرى ماذا يصنع به البحر؟ من قص إذا اتبع الأثر ، ومنه سميت القصة قصة ، لأنها تتبع المقصوص عنهم ، وجاءت الأخت حتى دخلت دار فرعون ، وكان كبلاط الملوك في السابق يدخل فيها كل أحد (فَبَصُرَتْ) الأخت (بِهِ) أي بموسى (عَنْ جُنُبٍ) أي عن بعد ، فإنها لم تدن ، لئلا تعرف (وَهُمْ) أي فرعون وأهله (لا يَشْعُرُونَ) بأنها أخت موسى ، وجاءت لاستقاء الأخبار.
[١٣] ولما كان موسى طفلا ، لم يصبر عن الثدي ، وأخذ يطلب اللبن ، فأمر فرعون بأن تؤجر له مرضعة ، وجاءت النساء لتحوز هذا الفخر ولكن