وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩) وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ
____________________________________
[١٠] ولما جيء بموسى من الصندوق إلى فرعون وكان جالسا مع زوجته «آسية» أمر بفتح الصندوق ، وإذ ما رأيا فيه غلاما ألقى الله محبته في قلبهما ، كما قال سبحانه (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) (١) ثم أراد فرعون قتله لأنه علم أنه إسرائيلي ، ولكن «آسية» حالت دون ذلك (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ) أيها الملك إنه (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) أي يوجب هذا الولد قرار عيوننا ، فإن الإنسان المسرور تقر عينه في مكانها ، فلا تطير هنا وهناك طالبة المفزع والملجأ ، بخلاف الإنسان الواله والخائف ، ولم يكن لهما ولد ولذا طمعت في أن يكون موسى كالولد لهما. (لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا) أي لعله ينفعنا في المستقبل ، بأن نستخدمه (أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً) أي نجعله بمنزلة ولدنا (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) إن هلاكهم على يده ، وقد روي عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إنه لو أقر فرعون بأن يكون له قرة عين كما أقرت امرأته لهداه الله به كما هداها.
[١١] فلنرجع إلى أم موسى كيف صنعت بعد ما ألقت طفلها في البحر (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً) أي خاليا من الاتزان كالإناء الفارغ الذي لا شيء فيه ، لما دهمتهما من المصيبة والغم بفقد ولدها ، كيف ألقت به في اليم؟ وكيف صنعت به هذا الصنع العجيب؟ وهل الولد في حضن الأم يخشى عليه ، أما في اليم فلا يخشى عليه؟ (إِنْ كادَتْ
__________________
(١) طه : ٤٠.