وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (٨)
____________________________________
صندوق وإلقائه فيه (وَلا تَخافِي) عليه الغرق والهلاك (وَلا تَحْزَنِي) لمفارقته (إِنَّا رَادُّوهُ) أي نرد موسى (إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ) أي نجعله فيما بعد (مِنَ الْمُرْسَلِينَ) قال في المجمع : وفي هذه الآية أمران ونهيان وخبران وبشارتان ، وحكي إن بعضهم سمع بدرية تنشد أبياتا فقال لها ما أفصحك؟ فقالت الفصاحة لله تعالى وذكرت هذه الآية وما فيها (١).
[٩] فولدت أم موسى بموسى عليهالسلام ، وجعلته في صندوق وألقته في البحر ، وقالت لأخت موسى اذهبي في أثره حتى ترين ماذا يصنع به ، وجاء الصندوق تحمله الأمواج حتى ألقته في شط يمر بدار فرعون ، (فَالْتَقَطَهُ) أي أخذه (آلُ فِرْعَوْنَ) أي حاشيته (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) هذه «اللام» تسمى لام العاقبة ، لأنها بمعنى «كي تكون العاقبة» وليست للعلة ، نحو قوله «للقتل ما ولدوا للنهب ما جمعوا» أي كانت عاقبة الالتقاط أن يكون موسى لهم عدوا ، وموجبا للحزن ، لما كان الكلام موهما تعدي موسى عليهم ، قال سبحانه (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما) الذين تصافقوا على إذلال بني إسرائيل (كانُوا خاطِئِينَ) قد أخطئوا حيث اختاروا الكفر والعصيان ، على الإطاعة والإيمان ، ولهذه الخطأ صار موسى عدوا لهم ، وأهلكهم الله سبحانه.
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٧ ص ٤١٦.