وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (٦) وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
____________________________________
يتصرفوا في أرضي كيفما شاءوا (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ) وزيره (وَجُنُودَهُما) من سائر الذين تعاونوا معهما على إيذاء بني إسرائيل (مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) أي من طرف بني إسرائيل وعلى أيديهم ، ما كانوا يخافون من الإفناء والإبادة ، وقد أصدق الله وعده فأهلك فرعون وهامان وجنودهما ، وجعل بني إسرائيل ملوك الدنيا وسادتها ، وبعث فيهم الأنبياء.
وقد ورد في جملة من الأحاديث تطبيق الآيتين الكريمتين على الشيعة والأئمة عليهمالسلام ، وأعدائهم (١) ، وهذا مما لا مجال للشك فيه ، فإن آيات القرآن الحكيم دائما مدى الدهر ، تجري في اللاحقين كما جرت في السابقين ، كما دل على ذلك العقل ، وورد به روايات كثيرة.
[٨] ثم بين سبحانه كيف نصر بني إسرائيل وكيف أهلك فرعون وجنوده (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) والإيحاء هو الإلقاء في القلب ، ونحوه قوله سبحانه (فَبَعَثَ اللهُ غُراباً) (٢) وقوله (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) (٣) (أَنْ أَرْضِعِيهِ) أي أعطيه اللبن في الفترة التي لم تخافي على موسى (فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ) من القتل ، وفي بعض التفاسير ، المراد بذلك أن ذلك إذا أظهر الصوت (فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِ) أي اطرحيه في البحر ، بجعله في
__________________
(١) مشكات الأنوار : ص ٩٥ فصل ٥.
(٢) المائدة : ٣٢.
(٣) النحل : ٦٩.