طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٤) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ
____________________________________
طائِفَةً مِنْهُمْ) والمراد بهم بني إسرائيل ، فقد كان بعضهم ضعيفا في مصر ، ولذا يؤذيهم ويسخرهم في الأعمال الشاقة ، ويفعل بهم ما ذكره سبحانه (يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ) إنما جيء من باب التفعيل للدلالة على التكثير ، فإن هذا الباب يدل على ذلك ، فإن فرعون كان يكثر القتل في أبناء إسرائيل ، حينما سمع بأن زوال ملكه على يد رجل منهم يولد في ملكه ، فقد وكّل بكل حامل إسرائيلية قابلة حتى إذا ولدت أخبرت الجلادين فيأتون ويقتلون الولد (وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ) أي يبقيهن أحياء ، كأنه يطلب حياتهن لاستخدامهن في البيوت (إِنَّهُ) أي فرعون (كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) الذين يفسدون في الأرض بالكفر والمعاصي والظلم.
[٦] إن فرعون كان يريد إهلاك بني إسرائيل وإفنائهم (وَنُرِيدُ) نحن بعكس ذلك ، وجيء بفعل المضارع لأنه حكاية عن ذلك الوقت (أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) أي نمن على بني إسرائيل الذين استضعفهم فرعون (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) في الحق ، بأن يكونوا مقتدى الناس وملوكهم (وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) لفرعون بأن يرثوا الأرض ، ويكونوا خلفا لهم.
[٧](وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) أي نجعل بني إسرائيل قادرين على أن