طسم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ
____________________________________
[٢](طسم) «طاء» و «سين» و «ميم».
[٣](تِلْكَ) أي من هذه الحروف الهجائية التي تركبون منها كلماتكم أيها العرب العاجزون عن الإتيان بمثل القرآن (آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) أي الظاهر الواضح الذي لا غموض فيه ، فإن الكتاب قد يكون سريا ، غير واضح ، وقد يكون غامضا غير ظاهر المعنى والمراد ، وقد يكون غير معلوم الانتساب ، وكل ذلك مفقود في القرآن الحكيم ، وفي مقطعات السور ، وإعرابها أقوال أخر تقدم بعضها.
[٤](نَتْلُوا) أي نقرأ (عَلَيْكَ) يا رسول الله (مِنْ نَبَإِ) أي خبر (مُوسى وَفِرْعَوْنَ) أي بعض أطراف خبرهما ، ولذا دخلت «من» (بِالْحَقِ) أي بالصدق ، فإن خبر الله سبحانه عنهما حق لا كذب فيه (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) أي أن ما نتلو عليك إنما هو لقوم مؤمنين أما غيرهم فلا يعتبرون بالقرآن ، ولا يصدقون ما فيه من القصص والأحكام.
[٥](إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا) أي ترفع وتكبر (فِي الْأَرْضِ) والمراد بها أرض مصر (وَجَعَلَ أَهْلَها) أهل أرض مصر (شِيَعاً) أي طوائف ، جمع شيعة ، وهي الطائفة التي تتبع مسلكا خاصا ، من شايعه إذا تابعه ، وهذا دأب الطغاة دائما ، إذ لو لم يجعلوا الناس طوائف متناحرة ، حتى يشتغل بعضهم ببعض ، خافوا من أن يتحدوا ضدهم في حال كونه (يَسْتَضْعِفُ