وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٣) أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٦٤)
____________________________________
هو الله الذي يهديكم بما جعل للطرق من علائم بالكواكب ، والقمر ، ومهب الرياح ، ومعالم الجبال ، وغيرها ، وإنما خصّ الظلمات بالذكر ، مع أن الهادي في النهار هو الله أيضا ، لشدة الحاجة في الليل المظلم إلى الهادي ، وهناك يدرك الإنسان حاجته إلى الاهتداء أكثر من إدراكه في النهار (وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ) الجامعة للسحاب والمثيرة له من أطراف السماء (بُشْراً) أي لأجل البشارة (بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) أي أمام رحمته التي هي المطر؟ (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) يفعل ذلك بالاستقلال أو بالإشراك؟ كلا! (تَعالَى اللهُ) أي أن الله أعلى ـ وليس في الفعل معنى الماضوية ، وإنما يفيد معنى المادة فقط ـ (عَمَّا يُشْرِكُونَ) أي عن الأصنام التي يشركونها بالله ، أو تنزّه عن شركهم ، على أن «ما» مصدرية.
[٦٥](أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) أي ينشأ الخلق ويوجده من كتم العدم (ثُمَ) يميته ثم (يُعِيدُهُ) حيّا يوم القيامة للحساب والجزاء؟ وقسم من الكفار وإن لم يكونوا يعترفون بالإعادة ، لكن قسما آخر منهم كاليهود والنصارى يعترفون بذلك مع أنهم مشركون (وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ) بإدرار المطر (وَالْأَرْضِ) بإنبات النبات؟ (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) يفعل ذلك؟ (قُلْ) يا رسول الله للمشركين (هاتُوا بُرْهانَكُمْ) أي هاتوا حجتكم على الشرك ، وإن هناك إلها مع الله (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)