قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (٦٥) بَلِ ادَّارَكَ
____________________________________
في دعواكم تعدد الآلهة وإن الأصنام شريكة لله سبحانه في الألوهية.
[٦٦](قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء ، إن كان هناك شريك مع الله لزم أن يعلم الغيب إذ لا يكون الإله جاهلا ، لكن (لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ) من الملائكة (وَالْأَرْضِ) من البشر (الْغَيْبَ) الذي غاب عن الحواس (إِلَّا اللهُ) وحده ، وإنما يعلم الأنبياء والأئمة ومن إليهم بعض الغيب بإرادة الله وتعليم الله لهم ، كما قال سبحانه (فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً* إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) (١) ولا منافاة بين الأمرين بأن لا يعلم الغيب أحد إلا الله ، وأن يعلم غير الله الغيب بدلالة الله ، أو يقال : إن المراد بالغيب في الآية مطلق الغيب ـ كما هو مقتضى كون «الغيب» جنسا محلى باللام ـ وهذا لا يعلمه أحد (وَما يَشْعُرُونَ) هذه المعبودات (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) أيّ وقت بعثهم ، فكيف يمكن أن يكون إلها ما لا يعلم الغيب ، وما لا يعلم وقت بعثه؟
[٦٧] وبمناسبة الحديث عن عدم شعور المعبودات بالآخرة ووقت بعثها يأتي الكلام حول إنكار الكفار لها ، كما ينكرون التوحيد ، والرسالة (بَلِ) إضراب عن الكلام الماضي الذي كان يدور حول الشرك وتعدد الآلهة إلى كلام مستأنف حول القيامة (ادَّارَكَ) أصله «تدارك» من باب «التفاعل» أدغمت «التاء» في «الدال» وجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن ، والتدارك هو متابعة الشيء للشيء ، يقال : تدارك
__________________
(١) الجن : ٢٧ و ٢٨.