بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (٤٧) وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (٤٨) قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ
____________________________________
مشهورا أن الإنسان إذا وقع نظره على الطائر الفلاني عند حاجة له فإنها لا تقتضي تأثّرا من ذلك الطائر ، ثم سمى كل تشاؤم بالشر طائرا ، وإن كان تشاؤما من الشخص أو حيوان بري ، واشتق منه «التطير» (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) أي تختبرون بالخير والشر ، فإن الفتنة بمعنى الاختبار ، كما قال تعالى (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) (١) يعني ليس هذا الذي يصيبكم من المشاكل بسببي وإنما هي فتنة وامتحان لكم.
[٤٩](وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ) التي بها صالح ، وهي «الحجر» (تِسْعَةُ رَهْطٍ) أي تسعة أشخاص (يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) بإلقاء الفتن وتدبير المكر (وَلا يُصْلِحُونَ) لعلّ الإتيان بهذه الجملة لإفادة أنه لم يكن في عملهم إصلاح ، وإنما فساد محض.
[٥٠](قالُوا) أي قال بعض هؤلاء الرهط المفسدون لبعضهم الآخر (تَقاسَمُوا بِاللهِ) أي ليحلف بعضكم لبعض ، ف «تقاسموا» فعل أمر ، من باب التفاعل (لَنُبَيِّتَنَّهُ) أي لنقتلن صالحا (وَأَهْلَهُ) بياتا أي بالليل (ثُمَّ لَنَقُولَنَ) صباحا إذا ظهر قتله ورمينا بذلك ـ وإنما قالوا هذا لأنهم كانوا معروفين بالفساد فإذا حدث حادث رموا به فلا بد لهم من إحضار الجواب ـ (لِوَلِيِّهِ) أي ولي صالح الذي يطالب بدمه ، والمراد إما الحكومة أو ذووا رحمه أو من أشبههما (ما شَهِدْنا مَهْلِكَ
__________________
(١) الأنفال : ٢٩.