أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (٤٩) وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٥٠) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (٥١) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً
____________________________________
أَهْلِهِ) أي هلاك أهل صالح ، ويطلق الأهل على العائلة حتى الرئيس ، ومهلك مصدر ميمي ، أو اسم زمان أي زمان هلاكهم أو اسم مكان أي مكان الهلاك (وَإِنَّا لَصادِقُونَ) فيما نقول ، هكذا دبروا حيلة أن يفعلوا الفعلة ثم يقولوا لوليه هذه الجملة ليبرّءوا ساحتهم من القتل.
[٥١](وَمَكَرُوا) هؤلاء (مَكْراً) بتدبير هذه الخطة (وَمَكَرْنا مَكْراً) أي دبّرنا تدبيرا خفيا بحيث لم يعلموا به ـ فإن المكر هو التدبير الخفي لإلقاء الخصم إلى الهلاك ـ فقد أمر الله سبحانه بعذاب ثمود (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) بمكر الله لهم ، فقد روي أنهم لمّا أرادوا قتل صالح وقعت عليهم قطعة من الجبل فهلكوا جميعا وأنجى الله صالح من أيديهم (١).
[٥٢](فَانْظُرْ) يا رسول الله أو كل من يتأتى منه النظر ، والمراد اعلم واعتبر (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ)؟ فهل مكرهم نفذ أم ردّ إلى نحرهم؟ (أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) أي أهلكناهم (وَقَوْمَهُمْ) بأن صاح عليهم جبرائيل صيحة صاروا كهشيم المحتضر (أَجْمَعِينَ) حتى لم ينجح منهم أحد ، وبقي صالح ، والمؤمنون في سلامة وعافية.
[٥٣](فَتِلْكَ) التي يراها الرائي في طريقه من الحجاز إلى الشام وقد مرّ بها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في غزوة تبوك (بُيُوتُهُمْ) وآثارها الباقية (خاوِيَةً) أي في
__________________
(١) راجع مجمع البيان : ج ٧ ص ٣٩٢.