فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ (٤٥) قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٦) قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ
____________________________________
أي ثمود (فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ) مؤمنون ، وكافرون ، وكل يخاصم الفريق الآخر يقول أنت على باطل وأنا على حق.
[٤٧](قالَ) صالح عليهالسلام لمن بقي في الكفر (يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ) فقد كانوا يقولون لصالح عجّل علينا بالعذاب الذي وعدتنا إن بقينا على الكفر ، ـ على وجه الاستهزاء ـ فقال لهم صالح لم تطلبون عجلة العذاب (قَبْلَ الْحَسَنَةِ) أي قبل التوبة ، وسمي العذاب سيئة لأنه يسيء إلى الإنسان ، والمراد ب «قبل الحسنة» ، عوض طلبكم الحسنة ، فإنه كثير ما يأتي قبل لا بمعنى الزمان ، بل بمعنى العوض (لَوْ لا) أي هلّا (تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ) تطلبون غفرانه بسبب الإيمان والعمل الصالح؟ (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) لكي ترحموا بسبب الاستغفار.
[٤٨](قالُوا) في جواب صالح عليهالسلام (اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ) أي تشأمنا بك وبمن على دينك من المؤمنين فأنتم شؤم علينا تجلبون لنا الفقر والقحط والمشاكل ، وأصل «اطير» تطير ، أدغمت التاء في الطاء ، وجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن (قالَ) لهم صالح (طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ) أي أن الشؤم أتاكم من عند الله حيث كفرتم وللكفر نكبة ومشاكل كما قال سبحانه (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) (١) وقد كانت الأمم تتشاءم بالطائر الخاص ، كالبوم ، والغراب ، لما كان عندهم
__________________
(١) طه : ١٢٥.