وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (٣٥) فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ
____________________________________
«هكذا كان» وبعد أن تأمر أمرا «هكذا فأفعل».
وقد أراد بعض الذين بهرتهم الديمقراطية الغربية أن يطبق هذه الآية عليها ، بتقريب أن اللازم أن يكون للرئيس مجلس يراجعهم في شؤون الدول ، وهم يظهرون ما لديهم من قوة ومال وفكر ويكون المرجع الأخير هو الرئيس ، ولكن لا ربط لهذه الآية بذلك ، إذ إنما استشارت بلقيس الوزراء والأشراف ، وهذا هو المعتاد في كل حكومة ملكية وإن لم يكن لهم مجلس وبرلمان بالإضافة إلى ذلك حكاية عن عمل جماعة من عبّاد الشمس الكافرين ، ولا يدل على تقرير الله لهم.
[٣٦](وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ) أي إلى سليمان وقومه (بِهَدِيَّةٍ) لأصانعهم وأليّن جانبهم حتى لا يطمعوا في ملكي (فَناظِرَةٌ) أي أنظر وأنتظر (بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) أي بقبول أو ردّ ـ من جانب سليمان ـ يرجعون رسلي الذين أرسلهم مع الهدية.
[٣٧] ثم أرسلت رسولا بهدية (فَلَمَّا جاءَ) الرسول (سُلَيْمانَ) عليهالسلام (قالَ) سليمان للرسول (أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ) على نحو الاستفهام الإنكاري؟ فإني لا أحتاج إلى مالكم ، و «تمدون» جمع المخاطب من فعل المضارع ، من باب الأفعال والهمزة للاستفهام والنون الثانية للوقاية ، وقد حذفت ياء المتكلم تخفيفا (فَما آتانِيَ اللهُ) أي أعطانيه من أنواع النبوة والملك والجاه (خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ) أي أعطاكم من أموال الدنيا (بَلْ أَنْتُمْ) أي من لا حظ له كحظي (بِهَدِيَّتِكُمْ) أي هدية