تَفْرَحُونَ (٣٦) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ (٣٧) قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣٨) قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ
____________________________________
بعضكم إلى بعض (تَفْرَحُونَ) أما مثلي فلا يفرح بالهدية.
[٣٨](ارْجِعْ) أيها الرسول (إِلَيْهِمْ) إلى بلقيس وقومها فقل لهم إن لم يسلموا (فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها) أي لا طاقة لهم ولا قدرة لهم على دفعها (وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها) من مدينتهم ، إن بقوا مصرين على الكفر (أَذِلَّةً) جمع ذليل ، أي في حال كونهم أذلاء (وَهُمْ صاغِرُونَ) أي صغيروا القدر.
[٣٩] ورجع الرسول إلى بلقيس يخبرها بأمر سليمان عليهالسلام ، وقد ذكر لها علائم كونه نبيّا ، لا ملكا فقط ولذا تجهزت بلقيس للمسير إليه حسب أمره «وأتوني مسلمين» ، وأخبر سليمان بأنها خرجت من اليمن مستعدة للسفر إليه حينذاك (قالَ) سليمان عليهالسلام (يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا) لمن حضر عنده من الأشراف والعظماء (أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها) أي كرسي بلقيس ، فلقد كان لها كرسي عظيم تجلس عليه (قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي) أي تأتي بلقيس وأشراف قومها إليّ ، لأنها سافرت في عدّتها (مُسْلِمِينَ) أي في حال كونهم مسلمين ، ولعلّ وجه طلب سليمان عرشها أنه أراد أن يريها مقدرته على مثل ذلك الأمر الخارق ، حتى تذعن بنبوته ، وتصدق دعوته ، فكان من قبيل معاجز الأنبياء لإثبات الرسالة.
[٤٠](قالَ) في جواب سليمان عليهالسلام (عِفْرِيتٌ) أي قوّي (مِنَ الْجِنِ)