الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (٣٢) قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ (٣٣) قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ (٣٤)
____________________________________
الْمَلَأُ) أي الجماعة (أَفْتُونِي) أي أشيروا عليّ (فِي أَمْرِي) أي الأمر المرتبط بي من التسليم لسليمان أو الحرب معه ، والفتوى الحكم بالصواب أي احكموا بالصواب في هذه القضية (ما كُنْتُ) أنا (قاطِعَةً أَمْراً) أجزم فيه برأيي وحدي (حَتَّى تَشْهَدُونِ) أي تحضرون وتشيرون فعن رأيكم ومشورتكم أمضى في الأمر.
[٣٤](قالُوا) في جوابها (نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ) أي أصحاب قوة وقدرة وسلاح وجيش (وَأُولُوا بَأْسٍ) أي شجاعة (شَدِيدٍ) لا يغالبنا أحد فإن شئت أن لا تسلمي حاربنا وإن شئت أن تسلمي صالحنا (وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ) أي مفوض إليك في القتال وعدمه (فَانْظُرِي) وفكري في أمرك (ما ذا تَأْمُرِينَ) أي ما الذي تأمريننا به لنمتثله؟
[٣٥](قالَتْ) في جوابهم ، إن الأصلح أن لا نحاربهم ، فإنا إذا حاربناهم وغلبوا علينا أذلّونا ف (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً) أي مدينة ، والمراد دخلوها بالعنوة والغلبة (أَفْسَدُوها) بالإهلاك والتدمير والسلب والنهب (وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً) أي أهانوا أشرافها وكبراءها ، لأن الأشراف لا يخضعون لهم ، فلا بدّ لهم أن يذلوهم حتى يستقيم لهم الأمر (وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) الظاهر إن هذا من تتمة كلام بلقيس ، فإن الإنسان غالبا يؤكد الكلام بالتصديق الإجمالي ، فإنك بعد أن تقص قصة تقول