إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ (٢٨) قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (٢٩) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣١) قالَتْ يا أَيُّهَا
____________________________________
(إِلَيْهِمْ) أي إلى أهل سبأ ، والمراد إلى الملكة وقومها (ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ) أي أعرض كأنك راجع ، واستتر في محل تسمع كلامهم (فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ) أي ماذا يردون في جواب الكتاب ، ويقولون بينهم عنه؟
[٣٠] فمضى الهدهد بالكتاب وألقاه في مجلس بلقيس ، فأخذته وفضته وقرأته ثم (قالَتْ) لمن حضرها من الوزراء والأشراف (يا أَيُّهَا الْمَلَأُ) ويسمى الأشراف ملأ لأنهم يملئون العيون جلالا والصدور هيبة (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ) أي رفيع ، فإن الكتاب الرفيع يكرم ويحترم.
[٣١](إِنَّهُ) أي الكتاب (مِنْ سُلَيْمانَ) النبي (وَإِنَّهُ) أي الشيء المكتوب فيه (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
[٣٢](أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) هاتان الجملتان كانتا كل ما في الكتاب الذي أرسله سليمان إلى بلقيس ، ومعناها ، آمركم أن لا تظهروا الكبر والعلو عليّ ، بعدم إطاعة أمري ، وآمركم أن تسيروا ـ أي الملكة ومن في حاشيتها ـ نحوي في حال كونكم مسلمين منقادين لي ، أو مسلمين لله تعالى.
[٣٣] ولما قرأت بلقيس الكتاب عليهم (قالَتْ) للأشراف والوزراء (يا أَيُّهَا