كان علّمه أيضا أن لا يتقاضى أجرا!
وأشنع من ذلك : طمع رسول الله ـ وحاشاه ـ أن يجعل له سهم. وهو يعلم أنّ الشياه على قدر الفرسان. فمن الذي يؤثر رسول الله بسهمه؟
ثمّ إنّ هذه القصّة لو عرضت على الأجانب لم يكن تجاوبها سوى الشنعة بشريعة الأطماع.
[١ / ٦٥] وأخرج الطبراني في الأوسط والدارقطني في الافراد وابن عساكر عن السائب ابن يزيد قال : عوّذني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بفاتحة الكتاب تفلا ... (١).
[١ / ٦٦] وأخرج أحمد وأبو داوود والنسائي وابن السني في عمل اليوم والليلة والحاكم وصحّحه والبيهقي في الدلائل عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمّه. أنّه أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ أقبل راجعا من عنده ، فمرّ على قوم عندهم رجل مجنون موثّق بالحديد ، فقال أهله : أعندك ما تداوي به هذا؟ فإنّ صاحبكم قد جاء بخير! قال : فقرأت عليه «فاتحة الكتاب» ثلاثة أيّام ، في كلّ يوم مرّتين غدوة وعشية ، أجمع بزاقي ثمّ أتفل ، فبرأ ، فأعطوني مائة شاة. فأتيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فذكرت ذلك له فقال : «كل ، فمن أكل برقية باطل فقد أكلت برقية حقّ» (٢). قلت : العهدة على الراوي!
[١ / ٦٧] وأخرج أحمد والبخاري والبيهقي في سننه عن ابن عبّاس إنّ نفرا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مرّوا بماء فيه لديغ أو سليم ، فعرض لهم رجل من أهل الحي فقال : هل فيكم من راق؟ إنّ في الماء رجلا لديغا أو سليما. فانطلق رجل منهم فقرأ «بفاتحة الكتاب» على شاء (٣) فبرأ ، فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك وقالوا : أخذت على كتاب الله أجرا؟ حتّى قدموا المدينة فقالوا : يا رسول الله أخذ على كتاب الله أجرا! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ أحقّ ما أخذتم عليه أجرا ، كتاب الله» (٤).
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٤ ؛ الأوسط ٧ : ٣١ ؛ ابن عساكر ٢٠ : ١١٣ ؛ مجمع الزوائد ٥ : ١١٣ ، كتاب الطب ؛ كنز العمّال ١٠ : ١٠٤ / ٢٨٥٣٠.
(٢) الدرّ ١ : ١٥ ؛ مسند أحمد ٥ : ٢١٠ ـ ٢١١ ؛ أبو داوود ٢ : ٢٢٧ / ٣٨٩٦ ؛ النسائي ٤ : ٣٦٥ / ٧٥٣٤ ؛ عمل اليوم والليلة : ٢١٠ / ٦٣٥ ، باب ما يقرأ على من يعرض له في عقله ؛ الحاكم ١ : ٥٥٩ ـ ٥٦٠ ؛ الدلائل ٧ : ٩١ ـ ٩٢ ؛ أبو الفتوح ١ : ٣٢ ـ ٣٣.
(٣) أي على أجر شاء.
(٤) الدرّ ١ : ١٤ ؛ مسند أحمد ٣ : ١٠ و ٤٤ ؛ البخاري ٧ : ٢٣ ؛ البيهقي ٦ : ١٢٤ ، بلفظ : (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو يحيى أحمد بن محمّد بن إبراهيم السمرقندي ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن نصر ، حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، حدّثنا يوسف بن يزيد يعني أبا معشر البراء ، حدّثنا عبيد الله بن الأخنس عن ابن أبي مليكة عن ابن عبّاس «أنّ نفرا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مرّوا بماء