ابتلاع ورقة فيها آية. وأفتى ابن عبد السّلام بالمنع من الشرب أيضا ، لأنّه تلاقيه نجاسة الباطن؟؟!! (١)
***
عقد المولى المحقّق أحمد بن محمّد أبو العباس ابن فهد الحلّي الأسدي (٧٥٧ ـ ٨٤١) في كتابه «عدّة الداعى» فصلا ذكر فيه خواصّ آي من القرآن ، قال فيه : اعلم أنّ في القرآن ، الترياق الأكبر ، والكبريت الأحمر ، والخواصّ الغريبة ، والمعجزات العجيبة ، ولا يمثّل بالطود الأشمّ ، بل هو أفخم. ولا بالبحر الخضمّ ، بل هو أعظم.
فذكر جوانب من هذه العظمة وطرفا من تلك الفخامة بحيث يغني الفقيه ، ويروى البليغ الأريب (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ)(٢) حتّى يأتي إلى جانب الاستشفاء به والاسترقاء ، وأنّ فيه الشفاء والدواء ، وهو سبيل إلى الكفاية والاستغناء ، ووسيلة إلى استجابة الدعاء.
قال بشأن الاستشفاء به من العلل : ولنورد منه شيئا يسيرا لأجل الاستشهاد على ما ادّعيناه ، إذ كثيره كثير يعجز عنه غير المعصومين عليهمالسلام.
[م / ١٦٣] فروى حديثا عن الإمام الصادق عليهالسلام ، رفعه إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لمن اشتكى وجعا في صدره : «استشف بالقرآن ، فإنّ الله عزوجل يقول : (وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ)(٣)».
[م / ١٦٤] وأيضا عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «شفاء أمّتي في ثلاث : آية من كتاب الله العزيز ، أو لعقة عسل ، أو شرطة حجّام». (يقال : شرط الجلد : بضعه وبزغه لاستفراغ الدم ونحوه) (٤).
[م / ١٦٥] وعن الرضا عليهالسلام : «من قرأ آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج. ومن قرأها في دبر كلّ صلاة لم يضرّه ذو حمة». (الحمة ـ بضم الحاء وفتح الميم الخفيفة : السمّ. وتطلق على أبرة العقرب ونحوها).
[م / ١٦٦] وعن الأصبغ بن نباتة ـ في حديث طويل ـ قال : قام إليه ـ يعني أمير المؤمنين عليهالسلام ـ رجل فقال : إنّ في بطني ماء أصفر ، فهل من شفاء؟ قال عليهالسلام : «نعم ، بلا درهم ولا دينار ، ولكن تكتب
__________________
(١) البرهان ١ : ٤٧٦ ؛ الإتقان ٤ : ١٤٤.
(٢) الأنعام ٦ : ٣٦.
(٣) والآية من سورة يونس ١٠ : ٥٨.
(٤) البحار ٨٩ : ١٧٦ / ٥.