النخعي (١) والحسين بن علوان (٢) وإسحاق بن نجيح الملطي (٣) وذويهم.
النوع الرابع ، من كان يضع الحديث تشوّقا للملوك في حين بعد حين من غير أن يجعل ذلك صناعة له. وهذا كغياث بن إبراهيم (٤) ، حيث أدخل على المهدي وكان يهوي اللعب بالحمام ، فلمّا دخل غياث وإذا قدّامه حمامة ، فقيل له : حدّث أمير المؤمنين!
فقال : حدّثنا فلان عن فلان أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : لا سبق إلّا في نصل أو خفّ أو حافر أو جناح.
فأمر له المهديّ ببدرة (٥). فلمّا قام وذهب ، قال المهديّ : أشهد أنّه قفا كذّاب على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ قال : أنا حملته على ذلك. فأمر بالحمام فذبحت ، ورفض ما كان عليه.
وحدّث سيف بن عمر قال : كنّا عند سعد بن طريف الإسكاف (٦) ، فجاء ابنه يبكي ، فقال : ما لك؟ قال : ضربني المعلّم! فقال : أما والله لأخزينّهم. حدّثني عكرمة عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : معلّموا صبيانكم شراركم ، أقلّهم رحمة ليتيم ، وأغلظهم على المسكين!
النوع الخامس ، من كان كبر سنّه وذهل عن الحفظ والتمييز ، فإذا هو يخلط ويخبط ويقلب الأسانيد ، فإذا حدّث ، رفع المرسل ، او أسند الموقف ، وربما وهم من كلام حسن أنّه حديث عن رسول الله ، فيرفعه إليه ذهولا وغفلة ، بما أخرج حديثه عن حدّ الاحتجاج به. كأبان بن أبي
__________________
(١) هو : أبو داود النخعي الكذّاب. قال يحيى بن معين : معروف بوضع الحديث. قال : كان أكذب الناس. قال الحاكم : لست أشكّ في وضعه للحديث على تقشّفه وكثرة عبادته. قال ابن حجر : الكلام فيه لا يحصى ، فقد كذّبه ونسبه إلى الوضع من المتقدّمين والمتأخّرين فوق الثلاثين نفسا. (لسان الميزان ٣ : ٩٩ / ٣٣٢).
(٢) هو : الحسين بن علوان الكلبي ، روى عن الأعمش وهشام بن عروة. قال يحيى : كذّاب. وقال ابن المديني : ضعيف جدّا. قال ابن حبّان : كان يضع الحديث على هشام وغيره وضعا ، وقال محمّد بن عبد الرحيم : كان ابن علوان يحدّث عن هشام وابن عجلان أحاديث موضوعة. (لسان الميزان ٢ : ٣٠٠ / ١٢٤٤).
(٣) قدّمنا بعض الكلام فيه.
(٤) النخعي. قال أحمد : ترك الناس حديثه. وقال الجوزجاني : سمعت غير واحد يقول : يضع الحديث. وقال الآجري : سألت أبا داوود عنه فقال : كذّاب ، وقال : ليس بثقة ولا مأمون. وقال يحيى بن معين : كذّاب خبيث. (لسان الميزان ٤ : ٤٢٢ / ١٢٩٦).
(٥) البدرة : كيس فيه ألف أو عشرة آلاف درهم ، أو سبعة آلاف دينار.
(٦) الحذّاء الحنظلي الكوفي. قال النجاشي : يعرف وينكر وكان قاصّا وضعّفه ابن الغضائري. (قاموس الرجال ٥ : ٤٣ / ٣١٧٢).