تلاميذه الذين تفقهوا بمذهبه ، ودوّنوه له والتزموه ، وعكفوا عليه ونشروه (١).
وعموماً ، فإن قواعد المذهب المالكي : القرآن ، السُنّة ، الاجماع ، القياس ، عمل أهل المدينة ، الاستحسان ، الحكم بسد الذرائع ، المصالح المرسلة ، قول الصحابي (إن صحّ سنده وكان من الاعلام) ، الاستصحاب ، شرع من قبلنا (٢).
ولا يكاد مالك يقول بالاستحسان الذي يقول به الحنفية ، بل يقول بما يسمّى : المصالح المرسلة ، وهي التي لم يرد عن الشارع نص يوجب اعتبارها أو عدم اعتبارها ، وأما القياس فهو عند مالك ، تسعة أعشار العلم (٣).
الامام مالك وأهل المدينة
من أصول مالك المهمة التي خالف فيها أئمة أهل السُنّة الآخرين ، عمل أهل المدينة ، الذين أقام فيهم مالك حياته كلها ، فهو يرى ان عملهم بمنزلة روايتهم الحديث ، ورواية الجماعة اقوى من رواية الفرد ، ولا يظن بالذين توفي الرسول وهو بين ظهرانيهم ، انهم يخالفونه ، أو يتركون سُنّته ، بل عملهم هو استمرار واستمداد سُنّته فيهم ، ولهذا يشترط مالك في العمل بخبر الواحد ، عدم خالفته عمل أهل المدينة ، لأن عمل أهل المدينة بمثابة سُنّة مشهورة ، مأثورة ، وهي مُقدّمة عنده على خبر الآحاد ، ولذلك فإن عمل أهل المدينة عند مالك ، يجب اتباعه والأخذ به مطلقاً (٤).
__________________
(١) المذاهب الفقهية : ٦٣.
(٢) أدب الاختلاف في الاسلام : ٩٦.
(٣) المذاهب الفقهية : ٦٥.
(٤) المصدر السابق.