موسى على موسى ، وأشكو الى الله التقصير ، ولهذا السبب عدَّه العالم والمؤرخ السُنّي الكبير (ابن قتيبة) في كتاب المعارف : في أول الغالية من الرافضة (١).
أما «ابن تيمية» فيذمّ في كتابه «منهاج السُنّة» الرافضة ، وينسب اليهم أموراً كثيرة من الدين ويشبههم باليهود ، ويصفه بالحمق. ويقول في «الرافضة» أضعاف ما ذكر. ويعدّ هذا الكلام معروفاً بالدليل الذي لا يحتاج فيه الى نقل وإسناد.
ويذهب الحقد على الشيعة عند «ابن تيمية» الى أقصى مداه ، حين يقول : ذهب من ذهب من الفقهاء الى ترك بعض المستحبات ، اذا صارت شعاراً للرافضة ، ليتميز السُنّي من الرافضي ، ومصلحة التمييز أعظم وأه من هذا المستحب.
ويقول ابن حجر في شأن «ابن تيمية» وكتابه «منهاج السُنّة» : ان ابن تيمية ردّ الكثير من الأحاديث الجياد ، وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي ، أدّته أحياناً الى تنقيص عليّ (٢).
ويقول ابن حجر ـ مستغرباً ـ : وقد كنت أستشكل توثيقهم الناصبي غالباً ، وتوهينهم الشيعة مطلقاً ، ولاسيما ان علياً ورد في حقه : لا يحبه إلّا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق (٣).
فكيف لا يكفّر الغلاة من أهل السُنّة والجماعة الشيعة وينتقصونهم وهم قد ورثوا هذا الحقد التأريخي المتأصل عند نفوس أتباع الخلفاء الظَلَمة على طول التأريخ ، وصاغوا فكرة وقناعة تسبغ على الشيعة كل صفات الانحراف والضلالة والدجل ، بحيث
__________________
(١) المعارف ـ ابن قتيبة الدينوري : ٦٢٤.
(٢) لسان الميزان ـ ابن حجر ٦ : ٣١٩ ـ ٣٢٠.
(٣) تهذيب التهذيب ـ ابن حجر ٨ : ٤١١.