٤ ـ بدّل أبو بكر العديد من السُنن النبوية ، وابتدع سُنناً من عند نفسه ، فكذّب الزهراء في قضية إرثها من النبي صلىاللهعليهوآله وكذلك فدك التي نحلها لها أبوها صلىاللهعليهوآله ، وكذلك خُمْس أهل البيت ، إذ جرّدهم من كل حقوقهم ، وهي قضية تأريخية معروفة (١).
٥ ـ وقد أبطل الحد عن خالد بن الوليد بالرغم من ان عمر بن الخطاب الحّ على إجراء الحد ، وغير ذلك من التجاوزات ، فكيف والحال هذه ، ينطبق عليه لقب «الصدّيق» والخليفة الراشد؟
٦ ـ وقبل كل شيء لم يكن أبو بكر خليفة لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، لأن الخلافة ـ وكما قلنا من قبل ـ هي أمر جعلي ، كما أكد القرآن ذلك ، ولذلك فكيف وصف أبو بكر نفسه بخليفة رسول الله؟ في حين أنه مُعيَّن من قبل عمر بن الخطاب وبتأييد أبي عبيدة الجرّاح ثم أصحاب السقيفة؟ أما عموم المهاجرين والانصار فقد استغفلوا بالأمر ، وبايع الكثير منهم مكرهاً (٢).
٧ ـ لو كان أبو بكر صدّيقاً ، لما شكّك في آخر حياته ، وهو على فراش الموت ، بنفسه ، وبكى بكاء شديداً ، وتمنّى لو لم يكن بشراً؟.
هذه هي حقيقة الخليفة الأول عند كل مَنْ يبحث عن الحق ، ولا يُلبس الحق بالباطل وهو يعلم ، فهل يحق بعد ذلك ان نصف أبا بكر ، بالصدّيق ، والخليفة الراشد ، وأفضل الخلق بعد رسول الله؟
الخليفة الثاني
يصف الجمهور عمر بن الخطاب بأنه الخليفة الراشد الثاني ، ويلقبونه بالفاروق
__________________
(١) عمدة القاري ـ العيين ١٤ : ١٦٣ ؛ أضواء البيان ـ الشنقيطي ٣ : ٣٦٥.
(٢) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ١ : ٧٤ ـ طبع مصر.