أطفالهم ، واستشهاد أكثر من ٨٠٠ من الصحابة الكرام.
في أثناء ذلك ، مات يزيد ـ فجأة ـ فانتقل الحكم إلى الجناح المرواني من بني أمية ، وتولّى «أمارة المؤمنين» من يٌشكّ بايمانه بالله ، كالوليد بن يزيد الذي كان يُتَّهم بالزندقة والانحراف الديني والأخلاقي حتى أن أقاربه من بني أميّة قاموا بتصفيته حتى لا يفضحهم بأعماله وممارساته الفاجرة.
ولم يكن من بني أميّة ، خليفة عادل سوى عمر بن عبد العزيز الذي كان يتصف بالعدل والانصاف ، حيث منع رعيته من سب عليّ بن أبي طالب من على منابر الجمعة ، كما أعاد لأهل البيت حقوقهم المنتزعة منهم بعد وفاة الرسول ، وخاصة وراثة فدك التي كان يتوارثها الخلفاء والحكام كابراً عن كابر ، ولم يدم حكم عمر بن عبد العزيز سوى عامين ، حيث مات فجأة وعاد الظلم والاستبداد ينشب أظافره في جسم الأمّة الإسلامية ، وخاصة بحق عترة رسول الله.
وسعى عمر بن عبد العزيز ، لتدوين السُنّة النبوية التي بقيت ما يقرب من مئة عام ممنوعة من التدوين بأمر الخلفاء المتعاقبين ، إلا من قام بالتدوين الشخصي دون علم السلطة الحاكمة ، فقرّر عمر بن عبد العزيز الشروع بتدوينها لولا موته المفاجئ ، فتم تجميد مشروع التدوين حتى زوال الحكم الأموي على يد بني العباس الذين قفزوا إلى حكم الأمّة تحت شعار الرضا من آل محمد ، إلا انهم قمعوا أهل البيت بصورة وحشية ، وخاصة في عهد أبي جعفر المنصور الذي شهد عهده نشوء المذاهب السُنّية الاساسية.