عدة : يا علي أنت وشيعتك الفائزون يوم القيامة ، ولهذه التأكيدات النبوية الصريحة ، دلالة كبيرة على ان التشيع لأهل البيت ليس طارئاً ، وإنما كانت له أصول في العهد النبوي ، خاصة وإن أقوال الرسول متعاضدة على أن الذين يتبعون علياً ويتعبدون بأقواله وسيرته ويطيعونه في كل المواقف والممارسات ، هم شيعته الذين يفوزون معه يوم القيامة ، أما أعداؤه الذين يعصون أوامره ويحاربونه ، فهم الخاسرون في الآخرة.
والتيار الثاني الذي يتّبع أهل البيت وعميدهم عليّ ، فهو أقلية مقابل الأكثرية التي انزوت تحت ظل الحكّام طوال فترات التأريخ ، ونما التيار الأول ـ بالتدريج ـ إذ بدأ في عهد الخليفة الأول (أبي بكر) وأخذ يطيعه ويتقبل أقواله وآراءه واجتهاداته ، وإن كانت تبتعد عن القرآن والسُنّة النبوية ، وصار هذا التيار يتبلور بمرور الأيام في العهود اللاحقة ، وخاصة في عهد الخليفة الثاني والثالث ، وحين استحوذ معاوية بن أبي سفيان على حكم المسلمين ، بعد مقتل علي بن أبي طالب وابنه الحسن ، انبرى لدعم التيار الأول وهو تيار الخلفاء على حساب التيار الثاني ، تيار أهل البيت وشيعتهم ، وكان معاوية يكنّ عداء صارخاً لاهل البيت ويقمعهم بكل السبل.
تبنّي معاوية لتيار الخلفاء وتكريسه في حياة الامّة
وبعد أن غدر معاوية بالحسن بن علي ، الخليفة الثاني من أهل البيت النبوي ، وضرب شروط الصلح معه بعرض الجدار ، صفا له الجو لتبني تيار الخلفاء ، وتكريسه على المستوى الفكري والعقائدي والفقهي ، وملاحقة رموز تيار أهل البيت الدينية والعلمية ، والتضييق على قواعده الشعبية المتواضعة وقمعها بشدة ، وخنق صوته ، وتشوبه سمعته على صعيد الرأي العام الإسلامي.