وأول الحكّام أو الخلفاء من هذه الشاكلة ، كان معاوية بن أبي سفيان الذي أصبح أميراً للمؤمنين بلا منازع بعد مقتل عليّ.
وفي بداية حكم معاوية أو العهد الأموي ، لم تكن هناك مذاهب إسلامية مُحدَّدة ، ولم يكن المسلمون قد انتظموا مذهبياً ، وانما كان هناك تياران ، التيار الأول : تيار الخلفاء ، وهم الصحابة والتابعون الذين انضموا تحت راية الخلفاء الأوائل ، أي أبي بكر وعمر وعثمان ، وتأثروا بأفكارهم واجتهاداتهم وآرائهم وأقوالهم ، وإن كانت مخالفة ومتعارضة مع القرآن والسُنّة النبوية ، وهم الأكثرية.
والتيار الثاني : أتباع أهل البيت وشيعة عليّ بن أبي طالب ، حيث كانوا يرفضون اتّباع أحد غير عليّ وأهل بيته بحكم النصوص الثابتة المنقولة عن رسول الله الذي كان واضحاً في وصاياه في هذا المجال ، إذ حصر صلىاللهعليهوآله أخذ الدين والسُنّة عن أهل بيته ، وهم فضلاً عنه ، أربعة في عهده : عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، وأشار إليهم تحديداً دون غيرهم من بني هاشم ، وهم إمتداد له وخَزَنة لعلمه حيث أودع سُنّته فيهم ، بناسخها ومنسوخها وعامها وخاصها ، ومطلقها ومقيدها ، وهم عِدْل القرآن ومفسّروه والعارفون بعلومه وتنزيله ، لا يفترقون عنه إلى يوم القيامة ، وهم سفن النجاة ، من اتّبعهم نجا ومن تخلّف عنهم غرق وهوى.
ولا يحق لأحد أن يتقدمهم أو يتأخر عنهم ، لأنه بذلك يكون قد افترق عنهم ، ويكون مصيره الانحراف والخسران المبين.
ولا ريب ان الشيعة لم يكونوا طارئين أو وُجدوا بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله سواء من يدّعي انهم نشأوا بعد حرب الجمل ، أو بعد النهروان ، أو بعد واقعة كربلاء ، بل كان لهم وجود في عصر الرسالة ، كما بيّنا من قبل ، بناء على قوله صلىاللهعليهوآله لعلي في مناسبات