الناشئ بسبب وفاته صلىاللهعليهوآله.
ونكا قبل بحثنا الأخير ، نتساءل : لِمَ لم يستخلف رسول الله؟ لِمَ لم يختر أحد الصحابة الكبار الذين تجتمع فيهم خصال القيادة لمسك زمام الأمور من بعده ، وبالتالي لا يحصل بعده فراغ ، يستغله الذين لا يمتلكون صفات وخصائص القيادة والزعامة ، لإتمام المسيرة التي بدأها الرسول صلىاللهعليهوآله بالبعثة المظفرة ، خاصة وانه كان خاتم الأنبياء ورسالته آخر الرسالات وخاتمتها ، وهي رسالة موجّهة إلى الناس كافة ، ومهمة الدعوة لم تنته بعد ، لأن الإسلام ، عند وفاته صلىاللهعليهوآله ، لم يتخطّ عتبة الجزيرة العربية ، وما تزال هناك مراحل وخطوات شاسعة ينبغي اتخاذها حتى تؤدي الشريعة الاسلامية مهامها وأهدافها الكبرى ، ألا وهي إيصال وتبليغ الرسالة إلى شتى بقاع المعمورة ، لإقامة الحجّة البالغة على كل الناس كما يأمر القرآن الكريم؟
أليس الذي يخلف رسول الله ، يجب أن يكون امتداداً له في العلم والشجاعة والفقاهة والوعي وفي كل النواحي والخصائص القيادية عدا النبوة ، حتى يكون بمقدوره ، هداية الناس ، وجمع شملهم وتوحيدهم في ظلال الرسالة دون أن يتفرقوا ويتوزعوا إلى نِحل ومذاهب وفِرق وطوائف تتناحر فيما بينها!!؟ ... مذاهب ومدارس فقهية وعقائدية وفكرية لا يحصيها عدد؟
أليس من واجب رسول الله أن يستخلف كي لا تضيع الأمّة وتتشتت كالغنم الشاردة في الليلة المطيرة حسب تعبير بعض الصحابة في فترات مختلفة ، حرصاً منهم على مصيرها؟ ام ان اولئك اكثر وعياً ومسؤولية منه صلىاللهعليهوآله؟
لماذا لم يكن النبي محمد صلىاللهعليهوآله حريصاً على الأمّة المنكوبة ، كحرص الراعي على غنمه على الأقل؟ أم ان النبي صلىاللهعليهوآله قد فعل كل ذلك ، لكن هناك أمراً قد دبِّر بليل؟