قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

بحث حول الخلافة والخلفاء

بحث حول الخلافة والخلفاء

بحث حول الخلافة والخلفاء

المؤلف :منيب الهاشمي

الموضوع :العقائد والكلام

الصفحات :592

تحمیل

بحث حول الخلافة والخلفاء

344/592
*

ومن علماء الجمهور من يقول بأن المسلم له أن يأخذ بظاهر النص ، وله أن يستنبط من المعاني ما يحتمله النص ويمكن التدليل عليه (١).

ألا ترون ان بذور الاختلاف إنما تنمو من الفهم المتعدد للنص الواحد ، إذ بتعدّد المفاهيم والمعاني ، تتعدد الآراء الفقهية الى حدّ التعارض والتضاد ، ومن ثم تبرز أحكامٌ متعارضة كثيرة ، تشيع النزاع في أوساط الأمّة.

وذات يوم سمع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله أصوات رجلين اختلفا في آية ، فخرج صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي وجهه الغضب ، قائلاً : انما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب (٢) ، ويعني قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اختلافهم في تفسير نصوص الكتب المقدسة ، لأنه بداية تُمهّد لنشوء المدارس والمذاهب الفقهية والعقائدية وما يؤول إليه من نزاع وشقاق وفشل.

ولا ننسى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ولا تختلفوا فإن من قبلكم اختلفوا فهلكوا (٣).

والرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله هنا لم يحدّد طبيعة الاختلاف الذي يؤدي الى الهلاك ، وإنما عمّم قوله ليشمل كل أنواع الإختلاف ، وهذه الرواية نقلها أصحّ كتاب بعد القرآن الكريم على حد تأكيد الجمهور المسلم ، وهو صحيح البخاري.

ويروي صحيح النسائي حديثاً آخر للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في هذا الشأن ، يقول فيه : اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ، فاذا اختلفتم فيه فقوموا (٤).

ولابد من التأكيد بأن القرآن لا يتضمن آيات الاحاكم الفقهية فقط ، وانما يتضمن

__________________

(١) أدب الاختلاف : ٣٧.

(٢) صحيح مسلم ٨ : ٥٧ ؛ الجامع الصغير ـ السيوطي ١ : ٣٩٨.

(٣) صحيح البخاري ٣ : ٨٨ ؛ الفتاوى الكبرى ـ ابن تيمية ٤ : ٤١٨.

(٤) صحيح البخاري ٦ : ١١٥ ؛ السنن الكبرى ـ النسائي ٥ : ٣٣.