فهو يؤكد : ان قول نفاة الرؤية والصفات ، والعلو على العرش ، والقائلين بأن الله لم يتكلم ، بل خلق كلاماً في غيره ، ونفيهم ذلك ، لأن إثبات ذلك تجسيم ، هو الى مخالفة الكتاب والسُنّة والاجماع السلفي والآثار أقرب من قول من أثبت ذلك.
ويستطرد إبن تيمية ، قائلاً : ليس في كلام الله ، ولا سُنّة رسوله ، ولا في كلام أحد من الصحابة والتابعين ، ولا الأكابر من التابعين من ذمّ المشبّهة ، ونفى مذهب التشبيه ، وانما اشتهر هذا من جهة الجهمية.
إن الكتاب والسُنّة والاجماع لم تنطق بأن الاجسام كلها محدثة ، وإن الله ليس بجسم ، ولا قال ذلك إمام من أئمة المسلمين ، فليس في تركي لهذا القول خروج عن الفطرة ، ولا على الشريعة (١).
وعموماً إن رؤية الله تبارك وتعالى هي أعلى كرامة يحصل عليها أولياء الله عزّ وجل ، فإن نعيمهم برؤيته يفوق نعيمهم بطيّبات الجنة. وأكرم الخلق على الله تعالى أتقاهم ، ولذا كان المرء ينظر الى ربه مرات تزيد وتنقص على مقدار ما اسلف في دنياه من اعمال صالحة (٢).
__________________
(١) التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني : ٥٨.
(٢) نشرة العباد ـ لبنان ـ العدد ٢٩٢ ـ رؤية الله عز وجلّ : ٢.