وقد نكث تعهداته مراراً وليس هناك من حل إلا تصفيته وإنهاء حكمه ... وهكذا تم قتل الخليفة الثالث.
وبعد مقتل عثمان بن عفان ، نُبذ ثلاثة أيام بدون دفن ، ولما سمع الناس بمحاولة دفنه ، قعدوا له بالطريق بالحجارة ، وخرج به أفراد يسيرون من أهله ، حيث حمله أربعة ، فلما وُضع ليُصلّى عليه ، جاء نفر من الانصار ، يمنعونهم الصلاة عليه ، ومنعوهم أن يُدفن بالبقيع ، وقالوا : لا يُدفن في مقابر المسلمين أبداً ، وقيل لم يُصلّ عليه ودفن بغير صلاة ، وتم دفنه في حش كوكب ، كانت اليهود تدفن فيه موتاهم ، ولما ظهر معاوية على الناس ، أمر بهدم الحائط حتى أفضى به الى البقيع ، فأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حول قبره حتى اتصل ذلك بمقابر المسلمين ... ولم يشهد جنازته إلا مروان بن الحكم وثلاثة من مواليه وابنته الخامسة ، وكادت تُرجم جنازته (١).
__________________
(١) تأريخ الطبري ٣ : ٤٣٩ ؛ المنتظم ـ ابن الجوزي ٥ : ٥٨.