هو بذلك ، وانه في بعض الأحيان يعتريه المسّ ويستثني الشيطان أناساً آخرين دونه في المنزلة ـ بالطبع ـ (١).
ويصف القرآن الكريم ، خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآله بأنه ذو خلق عظيم وعلى صراط مستقيم ، وعلى هدى قويم ، وعلى الحق المبين ، وتأتي صحاح أهل السُنّة ، لتصف النبي صلىاللهعليهوآله بأوصاف وأفعال وممارسات لا يفعلها حتى المسلم العادي ، ويخجل من اقترافها أسوياء الناس (٢).
إذ كان النبي محمد صلىاللهعليهوآله يُسحَر حتى ليخيل اليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله ، ويأتي أهله ، وهو في الحقيقة لا يأتيها ، وقد اعترف صلىاللهعليهوآله بأنه كان مسحوراً ، الى أن ذهب عنه أثر السحر بعد مدة كما يؤكد صحيح البخاري (٣).
هذا ي حين علّق العالم السُنّي الكبير محمد عبده على سحر الرسول صلىاللهعليهوآله ، قائلاً : وقال كثير من المقلّدين الذين لا يعقلون ما هي النبوة : ان الخبر بتأثير السحر في النفس الشريفة قد صحّ فيلزم الاعتقاد به ... والقرآن ينفي السحر عنه صلىاللهعليهوآله ، وعدّه من افتراء المشركين عليه ، وان المشركين كانوا يقولون إن الشيطان يلابسه ، وملابسة الشيطان
__________________
(١) صحيح مسلم ـ ٢ : ١٣٨ ؛ سنن النسائي ـ ١ : ٢٩٨ ؛ السنن الكبرى ـ البيهقي ٢ : ٢١٨.
(٢) صحيح مسلم ٣ : ١٠٠ ؛ صحيح البخاري ٢ : ١٣٨ ؛ عمدة القاري ـ العيني ٩ : ١٠٥ ؛ تفسير ابن كثير ٢ : ٥١ ؛ صحيح البخاري ١ : ٤٦ ؛ صحيح البخاري ٤ : ٤٦ ؛ صحيح البخاري ٧ : ١٩٣ ؛ سنن ابي داود ٢ : ٤٠٧ ؛ فتح الباري ـ ابن حجر ٦ : ٣١٩ ؛ صحيح البخاري ٣ : ٨٨ ـ ٨٩ ؛ صحيح البخاري ٥ : ١٨٥ ؛ دقائق التفسير ـ ابن تيمية ٢ : ٣٦٧ ؛ الدر المنثور ـ السيوطي ٤ : ٣٣٤ ؛ فتح الباري ـ ابن حجر ٨ : ٤١٨ ؛ صحيح البخاري ١ : ٦٢.
(٣) صحيح البخاري ٤ : ٩١ و٧ : ٨٨.