.................................................................................................
______________________________________________________
تحقق المحكى عنه وعدم تحققه ، فاذا لم يتحقق كانت القضية كاذبة واذا تحقق كانت صادقة ، ومن البديهي ان الجمل الخبرية التي اريد بها الطلب لا يتحقق متعلقها في الخارج دائما ، وانما يتحقق متعلقها اذا كان المكلف مطيعا ، اما اذا كان عاصيا فلا يكون متعلقها متحققا في الخارج ، فكيف يقصد الامام عليهالسلام الحكاية في الجملة الخبرية؟ مع ان متعلقها قد لا يتحقق ، فان لازم ذلك وهو عدم تحقق المتعلق كون كلامه عليهالسلام غير مطابق ولا موافق للواقع ، وليس الكذب في القضية الّا عدم مطابقتها للواقع ، ولا يعقل الكذب عليهم عليهمالسلام ، وانما يلزم هذا حيث تكون مستعملة في معناها الخبري الحكائي ، واما اذا كانت مستعملة مجازا في الطلب نفسه بنحو المطابقة فلا يلزم الكذب لعدم الحكاية ، بل تكون مستعملة في الانشاء والايقاع ، ولا كذب ولا صدق في القضايا الانشائية كما هو اوضح.
وحاصل الجواب الذي اشار اليه بقوله : «فانه يقال» ان الكذب والصدق وان كان هو المطابقة واللامطابقة ، إلّا ان المطابقة واللامطابقة اللتين يدور مدارهما الصدق والكذب هما المطابقة واللامطابقة بحسب غرض المتكلم في الجملة الخبرية ، فان كان غرض المتكلم في الجملة الخبرية هو الاخبار والاعلام عن تحقق الجملة وعدم تحققها كان الكذب والصدق يدور مدار ثبوت الجملة وعدم ثبوتها في الخارج ، وان كان الغرض ليس الاخبار والاعلام ، بل الغرض هو الدلالة على كون الداعي له هو الطلب فالقضية صادقة دائما لفرض تحقق الطلب في المقام.
والذي يدلك على ان الصدق والكذب والمطابقة واللامطابقة مرتبطان بالقصد هو صدق الكناية في قول القائل : زيد مهزول الفصيل او كثير الرماد في مقام مدحه والاخبار عن كرمه ، وان لم يكن له فصيل ولا رماد اصلا اذا كان زيد كريما ، وكذب الكناية اذا لم يكن كريما ، فصدقها وكذبها يدور مدار المعنى الالتزامي وهو الكرم دون المعنى المطابقي وهو هزال الفصيل أو كثرة الرماد ، مع ان المدلول المطابقي فيهما هو هزال الفصيل أو كثرة الرماد الذي قد دلت الجملة الخبرية على ثبوته وتحققه في