صحبت طلحة وما سمعته يحدّث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا حديثا واحدا.
قال : وهذا عبد الله بن عباس ، لم يدع آية في القرآن إلّا وقد ذكر من تفسيرها ، على ما روت عنه الرواة ؛ ولذلك قيل : ابن عباس ترجمان القرآن.
وروي عن أبي مليكة قال : رأيت مجاهدا يسأل ابن عباس في تفسير القرآن ومعه ألواحه ، فيقول ابن عباس : اكتبه ، حتى سأله عن التفسير كلّه.
وروي عن سعيد بن جبير أنه قال : من قرأ القرآن ولم يفسّره كان كالأعمى أو كالأعرابي.
وروى مسلم عن مسروق بن الأجدع قال : كان عبد الله يقرأ علينا السورة ثمّ يحدّثنا فيها ، ويفسّرها عامة النهار.
وعن أبي عبد الرحمن قال : حدّثونا الذين كانوا يقرءوننا : أنهم كانوا يستقرءون من النبيّ ، فكانوا إذا تعلّموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعلموا ما فيها من العمل ، فيعلموا القرآن والعمل جميعا.
وعن ابن مسعود : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهنّ حتى يعرف معانيهنّ. (١)
وبعد ، فقد ذكر الراغب الأصبهاني هنا شرائط يجب توفّرها في المفسّر ، حتى لا يكون تفسيره تفسيرا بالرأي الممنوع شرعا والمقبوح عقلا ، نذكره بتفصيله ، فإنّ فيه الفائدة المتوخّاة في هذا الباب.
__________________
(١) مقدمة كتاب المباني ، ص ١٩١ ـ ١٩٣.