فضلا عن كتب ورسائل خصّصت بهذا الشأن.
وقبل أن نخوض البحث لا بدّ من : تعرفة الترجمة مفهوما وأسلوبا ، والنظر في شرائطها ومقوّماتها الأساسيّة في إطارها المعقول ، فنقول :
التعريف بالترجمة
الترجمة رباعية الوزن ، وتكون بمعنى : التبيين والإيضاح. ويبدو من القاموس أنّه لا بدّ من اختلاف اللغة ؛ لأنه قال : الترجمان : المفسّر للّسان. ومن ثمّ فالترجمة : نقل الكلام من لغة إلى أخرى ، كما في المعجم الوسيط. أما التعبير عن معنى بلفظ ، بعد التعبير عنه بلفظ آخر ، فهذا من التبيين المحض ، وليس ترجمة اصطلاحا.
ويجب في الترجمة أن تكون وافية بتمام أبعاد المعنى المراد من الأصل ، حتى في نكاته ودقائقه الكلامية ذات الصلة بأصل المراد ، كناية أو تعريضا أو تحزّنا أو تحسّرا أو تعجيزا ، ونحو ذلك من أنحاء الكلام المختلف في الإيفاء والبيان ، والمختلف في الأسلوب والنظم ، وغير ذلك مما هو معروف.
ومن ثمّ يجب أن تتوفّر في المترجم صلاحية هذا الشأن ؛ بالإحاطة الكاملة على مزايا اللّغتين الكلامية ، واقفا على أسرار البلاغة والبيان في كلتا اللغتين ، عالما بمواضع نظرات صاحب المقال الأصل ، عارفا بالمستوى العلمي الذي حواه الكلام الأصل ، قادرا على إفراغ تمام المعنى وكماله ـ بمميّزاته ودقائقه ـ في قالب آخر يحاكيه ويماثله جهد الإمكان ، الأمر الذي قلّ من ينتدب له من الكتّاب وأصحاب الأقلام ؛ إذ قد زلّت فيه أقدام كثير ممّن حام حول هذا المضمار الخطير.