عن كونه بالمدينة حينذاك ولم يخرج إلى العراق. وقد عرفت تصريح العلماء بذلك (١).
وإليك من كلام ابن أبي الحديد في ذلك :
قال : فأمّا أصحابنا فإنهم يدفعون ذلك عنه وينكرونه ، ويقولون : إنه كان من محبّي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام والمعظّمين له. وروى أبو عمرو ابن عبد البر في كتابه «الاستيعاب» أن إنسانا سأل الحسن عن علي عليهالسلام ، فقال : كان والله سهما صائبا من مرامي الله على عدوّه ، وربّانيّ هذه الأمة وذا فضلها ، وذا سابقتها ، وذا قرابتها من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكن بالنؤمة عن أمر الله ، ولا بالملومة في دين الله ، ولا بالسروقة لمال الله. أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة ، ذلك عليّ بن أبي طالب ، يا لكع! (٢)
وروى الواقدي ، قال : سئل الحسن عن علي عليهالسلام ، وكان يظنّ به الانحراف عنه ، ولم يكن كما يظنّ ، فقال : ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع : ائتمانه على براءة ، وما قال له الرسول في غزاة تبوك : فلو كان غير النبوّة شيء يفوته لاستثناه ، وقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الثقلان كتاب الله وعترتي» ، وأنه لم يؤمّر عليه أمير قطّ ، وقد أمّرت الأمراء على غيره.
وروى أبان بن أبي عياش ، قال : سألت الحسن البصري عن علي عليهالسلام ، فقال : ما أقول فيه! كانت له السابقة ، والفضل ، والعلم ، والحكمة ، والفقه ، والرأي ، والصحبة ، والنجدة ، والبلاء ، والزهد ، والقضاء ، والقرابة. إنّ عليا كان في أمره عليّا. رحم الله عليّا ، وصلّى عليه.
__________________
(١) تهذيب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٦٦ ـ ٢٧٠.
(٢) اللّكع : الأحمق واللئيم.