وعن سعيد بن جبير ، والضحاك ، ومقسم : أن الأصحاء لا يؤاكلون هؤلاء ، ويقذرونهم.
وعن عكرمة : كانت الأنصار في أنفسها قزازة ، ولا يأكلون مع هؤلاء.
وقيل : كان هؤلاء يتوقون الأكل مع غيرهم خشية أن يكره الغير شيئا منهم ، فالأعمى يخشى أن يمد يده إلى شيء سبقت إليه عين البصير ، والأعرج يتفسح في المكان ، والمريض لا يخلو من رائحة تؤذي وأنف تذرى أو جرح يبض أي يسيل ، ذرى الأذن إذا سال ، والقزازة مدح ، والكزازة ذم ، في الضياء الكزازة : البخل وقلة الخير فنزلت.
والمعنى : ليس في مؤاكلة هؤلاء حرج إن كان التحريج من الأصحاء ، وإن كان التحريج من الأعلّاء ف (على) على أصلها.
وعن مجاهد : أنهم كانوا إذا لم يجدوا ما يطعمون الأعمى ، والأعرج ، والمريض حملوهم إلى بيوت من ذكر ليستقروهم ، أي : يطلبون منهم القرى للأعمى ونحوه ، فيتحرجوا أعني الأعمى ، والأعرج ، والمريض كونهم يأكلون من بيوت من ذكر ، فنزلت لدفع الحرج ، فتكون (على) على أصلها.
وأما قوله تعالى : (أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً)
فعن قتادة ، والضحاك ، وابن جريج : أنها نزلت في حي من كنانة كانوا يتحرجون أن يأكل الرجل وحده.
وقيل : هم بنو ليث ابن عمرو ، ولا يأكل وحده إلا عن ضرورة ، وربما قعد الواحد منتظرا نهاره إلى الليل.
وقيل : في قوم من الأنصار إذا نزل بهم الضيف لا يأكلون إلا معه.
وقيل : تحرجوا عن الاجتماع على الطعام لاختلاف الناس في الأكل ، وزيادة بعضهم على بعض.