سبب النزول
ما كان من الإفك في رمي عائشة ـ رضي الله عنها ـ حتى نزلت براءتها من السماء ، وفي ذلك دليل على فضل عائشة ، وقد قال أبو علي : من صدق قذف عائشة فهو كافر.
قال جار الله ـ رضي الله عنه ـ : وقد نزلت ثمانية عشر آية كلها تبرئة لأم المؤمنين ، وتسلية لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتهويل لعظم الواقعة في ذلك ، وكذا من سمع ولم تمجه أذناه ، ومن لم يكن كذلك فقد كذب الله فيما أخبر به من براءتها.
وللآية ثمرات :
الأولى : كبر القذف.
والثانية : أن الواجب على القاذف الإتيان بأربعة شهود.
والثالثة : أن الواجب حسن الظن ورد الزور لقوله تعالى : (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ).
والرابعة : بيان ما يتعلق بالمقذوف من الخير ؛ لأنه يثاب إذا صبر على البلوى بالأذى ، وقوله تعالى : (وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) هذا زيادة في تعظيم هذه الكبيرة وتهويل هذا الإفك.
ومن ثمرة ذلك : وجوب هذا الإنكار على من تكلم على من ظاهره الستر قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) هذا أيضا زيادة في التهديد.
ومن ثمرات ذلك : تحريم إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ، أو تحريم محنة الإشاعة ، وتدل على أن العزم على القبيح يبلغ إلى الكبر ؛ لأن المحبة من أفعال القلب ، وكذلك العزم ، وقد قال أبو علي : العزم كالمعزوم عليه مطلقا.