وقيل : اذكر الله بالحمد إذا نسيت شيئا ، ثم ذكرته ، فإن لم تذكره فقل : (عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا).
وقيل : أراد بهذا قضاء الصلوات إذا نسيها ، فهو كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من نام عن صلاة أو نسيها فليؤدها إذا ذكرها».
قوله تعالى :
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) [الكهف : ٢٨ ، ٢٩]
النزول
قيل : نزلت في سلمان ، وأبي ذر ، وصهيب ، وعمار ، وخباب ، وغيرهم ، من فقراء الصحابة.
وذلك أن المؤلفة قلوبهم جاءوا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ عيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس ، وغيرهما ـ وقالوا : إن نفيت عنك هؤلاء وأرواح ثيابهم ـ وكانوا يلبسون الصوف ـ وجلست في صدر المجلس جلسنا نحن إليك ، وإنّا رؤساء مضر إن نسلم أسلم الناس بعدنا ، والله ما يمنعنا من الدخول معك إلا هؤلاء ، فنزلت الآية : عن ابن عباس ، وغيره.
وقيل : نزلت في أصحاب الصفة (١) ، ـ وكانوا سبعمائة رجل ـ لزموا المسجد يصلون صلاة وينتظرون أخرى ، فلما نزلت قال عليهالسلام : «الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر معهم».
__________________
(١) هذا أضعف من الأول لأن السورة مكية والصفة بالمدينة فكيف الالتئام تمت وروي في مجمع البيان عن ابن عباس أن آية واصبر نفسك الآية مدنية فعلا فلا اعتراض تمت.