بالبصر كالمخيط.
تحقيق المصنف في موضوع علم الاصول :
ومن بيان غرض العلم كي لا يلزم طلب الشيء العبث وبلا فائدة ، ولهذا فقد تعرض المصنف قبل الشروع في المقصد لهذه الأمور ، ولكن يرد على المذهب المشهور اشكال ، لانه يلزم ان يكون البحث عن حجية ظاهر الكتاب الكريم ، وعن حجية الخبر الواحد ، وعن حجية احد المتعارضين تعيينا او تخييرا ، وعن حجية الاجماع المنقول ، وعن حجية العقل في مدركه من الحسن والقبح والمصلحة والمفسدة والمنفعة والمضرة ، وعن حجية الاصول العملية من الاستصحاب والبراءة والاشتغال والتخيير ، لا يكون عن عوارض الأدلة الاربعة على تقدير ان يكون موضوع علم الاصول الأدلة الاربعة بوصف انها ادلّة ، لان البحث عن عوارض الموضوع يكون بعنوان مفاد كان الناقصة لا بعنوان كان التامة ، وعليه يكون البحث عن وجود الأدلة الاربعة التي تكون مفروضة الحجيّة على الحكم الشرعي التكليفي والوضعي.
فالبحث على هذا الطريق لا يكون عن العوارض الذاتية للموضوع اذ هو بحث عن وجود الأدلة على الاحكام الشرعية.
والبحث عن وجودها عليها يكون بعنوان مفاد كان التامة ، والحال ان البحث عن العوارض الذاتية للموضوع يكون بعنوان مفاد كان الناقصة ، لان البحث عن عوارض الموضوع واوصافه يكون متأخرا بمرتبة عن وجود الموضوع. وفي ضوء هذا يخرج بحث الأمور السابقة عن مسائل علم الاصول بناء على اتحاد موضوع علم الاصول مع موضوعات المسائل على نحو اتحاد الكلي الطبيعي مع افراده ومصاديقه في الخارج ، ويدخل بحث الأمور المذكورة في المبادئ التصديقية مع ان البحث عن الأمور المذكورة من مهمات مسائل علم الاصول.
فالبحث على القول المشهور يكون عن الأدلة التي تكون موجبة لثبوت