سورة الطور
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١ ـ ٣] (وَالطُّورِ (١) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣) وَالطُّورِ) الطور هو الجبل الذي كلم عليه موسى ، وهو الدماغ الإنساني الذي هو مظهر العقل والنطق أقسم به لشرفه وكرامته ولكون الفلك الأعظم الذي هو محدد الجهات بالنسبة إلى العالم بمثابة الدماغ بالنسبة إلى الإنسان ، يمكن أن يكون إشارة إليه ، وأقسم به لشرفه وكونه مظهر الأمر الإلهي ومحل القضاء الأزلي.
والكتاب المسطور هو صورة الكل على ما هو عليه من النظام المعلوم المنتقش في لوح القضاء الذي هو الروح الأعظم المشار إليه هاهنا بالرقّ المنشور وتنكيرهما للتعظيم.
[٤ ـ ٨] (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (٧) ما لَهُ مِنْ دافِعٍ (٨))
(وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) هو قلب العالم أي : النفس الناطقة الكلية ، وهو لوح القدر ، وعمرانه كثرة إطافة الملكوت به (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) هو السماء الدنيا التي تنزل الصور والأحكام من لوح القدر الذي هو اللوح المحفوظ إليه ثم تظهر في عالم الشهادة بحلولها في المواد وهو لوح المحو والإثبات بمثابة محل الخيال في الإنسان (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) هو الهيولى المملوءة بالصور التي يظهر عليها جميع ما أثبت في الألواح المذكورة.
(إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ) بظهور القيامة الصغرى. وعلى التأويل الأول وهو تأويل الطور بالدماغ يكون الكتاب المسطور إشارة إلى المعلومات المركوزة في الروح الإنساني المسماة بالعقل القرآني ، والروح هو الرقّ المنشور ونشوره ظهوره وانبثاثه في البدن والبيت المعمور هو القلب الإنساني والسقف المرفوع هو مصعد الخيال المنتقش بالصور الجزئية والبحر المسجور هو مادة البدن المملوءة بالصور والله أعلم.
[٩ ـ ١٢] (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (٩) وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (١٠) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١١) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (١٢))
(يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً) أي : تضطرب الروح وتجيء وتذهب عند السكرات ومفارقة